تحليل الليرة التركية في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية

بيانات.نت ـ هبطت الليرة التركية يوم الاثنين إلى أدنى مستوى لها مقابل الدولار منذ أكثر من شهر، لتخسر حوالي 2% وصولا إلى مستوى 5.84 ليرة بسبب المخاوف من توغل أنقرة المخطط له في شمال سوريا وتحذير من الرئيس دونالد ترامب بأنه يمكن أن تلحق هذه الخطوة ضررا بالاقتصاد التركي.

يراقب المستثمرون عن كثب العلاقات المتوترة بين أنقرة وواشنطن في الأشهر الأخيرة، مع خلاف حلفاء الناتو حول مجموعة من القضايا، بما في ذلك الخلافات السياسية في سوريا وشراء تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخي الروسية.

هددت تركيا مرارًا وتكرارًا بتنفيذ توغل ضد ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، متهمة الولايات المتحدة بوقف الجهود الرامية إلى إنشاء “منطقة آمنة” هناك على طول الحدود التركية.

بعد اتصال هاتفي بين الرئيسين رجب طيب أردوغان ودونالد ترامب، قال البيت الأبيض يوم الأحد إن القوات الأمريكية لن تدعم توغل تركيا وستغادر المنطقة.

يستعد المستثمرون للغزو التركي لقطاع من شمال سوريا منذ شهور، لكن خطر اندلاع تصعيد آخر بين حلفاء الناتو يخاطر بتعطيل الانتعاش في الليرة. حيث أثارت تداعيات دبلوماسية بين واشنطن وأنقرة العام الماضي أزمة عملة دفعت البلاد إلى الركود الأول منذ عقد.

لا شك في أنه إذا قرر أردوغان المضي قدما في هذه المسألة فإن ذلك سيزيد من حالة عدم اليقين الجيوسياسية وسيضغط على الليرة إلى ما فوق 6 ليرات لكل دولار أمريكي.

من الناحية الفنية، نلاحظ من خلال الرسم البياني اليومي أن زوج USDTRY يقف عند المقاومة 5.84 ليرة لكل دولار، وفي حال اختراقها بإغلاق يومي فإن الصعود سيستمر حتى 5.93 ليرة ثم 6.04 ليرات.

يبقى احتمال أن تتكبد الليرة المزيد من الخسائر أمام الدولار قائما طالما أنها تتداول أعلى من مستوى الدعم 5.74 ليرة.